إباضية عُمان
--------------------------------------------------------------------------------
وصلني هذا البحث عن طريق الإيميل ولتعم الفائدة أضعه بين أيديكم الكريمة:
بحث مختصر حول دور الإباضية في الإسلام ونقاء مذهبهم .. للأخوة اللذين يجدون حرجا في بعض الأسئلة التي ترد إليهم من ضعاف النفوس..
البحث
يأتي إلينا بين حين وآخر من يتحدث عن تطويق الحرية الدينية في عمان سواء من الناحية الرسمية أو من الهواة في المنتديات الطائفية والقنوات الفضائية المستأجرة، وحيث أن ذلك لا يعدو سوى نفخ على بالون مثقوب إلا أن بعض أصحاب العقول المريضة لا يزالون يروجون لها.
إن منشأ هذه المهاترات الهمجية تأتينا دائما من قنوات هابطة فيها يفرغ الجاهل ساعات فراغه في أمور ليس له فيها ناقة أو جمل كما تقول العرب.
إن السلطنة وعلى أمتداد العصور الإسلامية وعصور ما قبل الإسلام كانت الرائدة عربيا وأقليميا في شتى نواحي الحياة، وعلى الجاهل أن يتحرك فورا لدراسة التاريخ العماني في الكتب التي كتبها غير العرب في ذلك، ليرى الجاهل بأم عينه مدى تطور العمانيين في الوقت الذي كانت فيه الجزيرة العربية تعيش في جهل دامغ وعلى رأسها العربية السعودية وبعض دول الخليج.
إن الجاهل وحده هو الذي لا يعلم بأن عمان كانت من أعظم إمبراطوريات العالم خلال الألفية الماضية، وشخص جاهل بمثل هذه الحقائق الموثقة ليس غريبا عليه أن يفتري بما لا يعلم ..
ومن أين له أن يعلم وهو بعقل مغلق!! سيطرت عليه مذهبيته اليمينية المتطرفة على امتداد قرون.
يطرحون دوما قضية حرية المذاهب الأخرى الموجودة بالسلطنة في ظل حكومة تدين بالمذهب الإباضي، ويعلنون بأن أي فكر يخالف منهجيتهم مرجوع إلى تطرف المذهب الإباضي ..
وهذا الكلام مردود لأن من يريد الحقيقة يجب عليه أن يأخذها من مصدرها وليس من خلال دعاة كفر ومروجي فكر عفن عفا عليه الزمن.
من ضمن الأفكار التي يرددونها أن الحكومة في عمان تفرض الأحكام الشرعية الإباضية في الحكم، فهلال العيدين مخالف لما يقره أمراء المومنين في السعوديه المعصومين من الخطأ !!
وطرقهم في ممارسة شعائرهم الدينية مختلفة عن من يدعون أنهم متبعون للسنة .. والسنة منهم براء.
لذا فإنني أود أن أطرح بعض المسائل في عدالة الحكم في عمان من حيث المسائل الدينية والتشريعية، وفضل أهل عمان في السمو بالحضارة الإسلامية:
لأي مواطن عماني أو غير عماني الحق في بناء مسجد أو جامع على الأراضي العمانية، ومن حقه ندب أو تعيين أو تأجير إمام للمسجد حسب رغبته، وهذه المسألة تقلب الطاولة على كل من أدعى أن عمان تحول المساجد السنية لتكون مساجد إباضية، كما أن التشريع العماني يقول بأن المساجد هي دورعبادة لجميع المسلمين، وأي زائر لعمان يصادفه العجب من التسامح الديني الموجود بالسلطنة بحيث تجد الإباضي والسني والشيعي يصلون جماعة في مسجد واحد، وهذا الأمر نادر الحدوث في أي دولة إسلامية.
وصف الداعية الإسلامي الدكتور عائض القرني العلماء في عمان عند زيارته للسلطنة: (عندما تنظر إليهم كأنك في حضرة أصحاب الرسول عليه السلام من الأدب ودماثة الخلق وحتى اللباس).. وهذا الكلام قد قاله أمام جميع المسلمين في إحدى القنوات الفضائية السنية، والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دعى القرني للقول بهذه الحقيقة؟ لكن الإجابة هي الأبسط فالرجل لم يعتمد على ما يقال بل أتى وسمع ورأى ما يجب أن يقال.. وهذه حجة دامغة في فضل أهل عمان.
وصف الداعية الإسلامي الدكتور سلمان العودة أهل عمان بأنهم من أسعد شعوب العالم لأنهم ملتزمون دينيا وأخلاقيا.. ويبتعدون دائما عما لا يعنيهم وعن أي مسألة تثير الحقد بين فئات وطوائف المجتمع والعالم.. وهذا الكلام أيضا تم إذاعته على القنوات الفضائية..
أن التشريع العماني (الدستور) يقضي بأشد العقوبات لمن يثير النعرات الطائفية والدينية في البلاد ويطبق هذا القانون على جميع المواطنين بمختلف أجناسهم وطوائفهم ودياناتهم ويشمل أيضا المقيمين والزائرين.. وهذا التشريع يعد من أشد العقوبات التي تتبناها الدولة دون باقي الدول الإسلامية، وهذا التشريع يعتبر دليل ساطع لحرص الدولة على العلاقة الجيدة بين جميع الطوائف وهو يحسب لها وليس عليها.
عمان هي الدولة الوحيدة في الخليج التي رسمت الحدود البرية والبحرية لها مع دول الجوار، وهذا معنى ديمقراطي إسلامي في تحقيق السلم والتقارب بين شعوب المنطقة وهو أمر حكيم صدر من لدن قيادة حكيمة واعية بأمر العرب والمسلمين ندر حدوثها في جميع دول الخليج والعرب كافة.
مجلس الوزراء العماني يتألف من وزراء إباضيين وشيعة وسنة، وهذا أعلى قمم الديمقراطية في العالم ويعد بمثابة مدرسة لجميع الشعوب للإقتفاء بهذا النهج الحكيم.
مجلس الإفتاء العماني يتألف من علماء إباضية وسنة وشيعة، وعند حاجة المواطن أو المقيم إلى الفتوى فأن عليه الاتصال أو مقابلة الشخص الذي يتناسب مع توجهه الديني، أنما قضية المفتي العام فأن لكل دولة مفتٍ واحد وهو رمز ديني حسب الأعراف السائدة في الدول الإسلامية، وإذا كان رد الجاهل لماذا لا يتم تعيين مجموعة من رجال الفتوى لكل مذهب تحت مسمى مفتي عام فأن الجواب عليه، بأننا لا نجد دولة إسلامية تقتفي ذلك.. ففي السعودية مثلا يوجد مفتي عام واحد ومن شروط تعيينة أن يكون حنبليا وهابيا.. فلماذا لا يتم تعيين المفتي مالكيا أو حنفيا أو شافعيا مثلا! ولماذا لا يكون شيعيا نظرا لوجود أكثر من سبعة ملايين شيعي في السعودية!!!!
في مقابلة لأحد علماء الدين في المغرب على قناة العربية (مالكي المذهب).. وفي رد على السئوال الذي يحير المجتمع العربي عامة والخليجي خاصة في مسألة رؤية الهلال.. أوضح بأن سلطنة عمان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تثبت رؤية الهلال من الناحية الشرعية وضرب على ذلك أمثلة كثيرة وتاريخ حافل.. بل لم يكتف بذلك حيث طالب علماء المسلمين بالعمل حسب الطريقة العمانية في إستطلاع الهلال.
بعض الدول العربية تنتظر إلى أن تعلن السعودية إثبات أو عدم إثبات رؤية الهلال.. والإنتظار قد يطول إلى ما بعد صلاة العشاء!! .. فهل شيء أعجب من ذلك .. ولو سلمنا بأن نتبع السعودية في قضية الرؤية فكيق بنا أن نتجاهل بأن دولا إسلامية فارق التوقيت لديها يصل إلى 12 ساعة!! وكيف بنا أن نتجاهل قول الله تعالى: (والقمر قدرناه منازل).
يتبع....