جمعة الناصري
عدد المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 20/08/2009
| موضوع: الخمر ** الشيخ حمود الصوافي ** الثلاثاء 13 أبريل 2010, 05:03 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ ، الحمدُ للهِ البر الكريم الرؤوف الرحيم ذي الفضل والتكريم والإحسان العميم الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم نحمَدُهُ ونسْتعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ، ونؤمِنُ بِهِ ونتوكّلُ عليهِ ، ونسْتَغفِرُهُ ونتُوبُ إليهِ ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا ومِنْ سيّئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ ، وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ ، وحْدَهُ لا شريكَ لهُ ، لهُ المُلْكُ ولهُ الحمدُ ، يُحيِى ويُمِيتُ وَهُوَ حيٌّ لا يَموتُ ، بِيدِهِ الخيرُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ ، وأشْهدُ أنَّ سيّدَنا ونبيَّنا محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً مُنيراً ، أرسلَهُ رحمةً للعالَمينَ ، وسراجاً للمُهتدِينَ ، وإماماً للمُتقينَ ، فبلَّغَ الرِّسالةَ ، وأدّى الأمانةَ ، ونصَحَ الأُمَّةَ ، وكشَفَ الغُمَّةَ ، وجاهدَ في سَبيلِ ربِّهِ حتى أتاهُ اليقينُ صلى الله عليه وسلم وعلى آلِهِ وصحْبِهِ أجمعين، أمّا بعدُ: فيَا عِبادَ اللهِ أُوصِيكم ونفْسِي بتقوى اللهِ ، والعملِ بما فيهِ رِضاهُ ، فاتقوا اللهَ وراقبوهُ ، وامتثِلُوا أوامِرَهُ ولا تعصُوهُ ، واذكُرُوهُ ولا تنسَوهُ ، واشكُرُوهُ ولا تكفُرُوهُ. وأعلموا أن من رحمة الله تعالى بالإنسان أن حرم عليه كل ما يضر بعقله وكل ما يضر بجسده وكل ما يضر بماله وكل ما يضر بعرضه وقد حرم الله سبحانه وتعالى الخمر بفنون أضرارها المتنوعة المتعددة التي تتناول العقل والجسد والمال والولد والعرض والشرف والأسرة والمجمتمع فهي أم الخبائث وجماع الإثم ومفتاح الشرور والداعية إلى الفجور تقطع الصلات وتثير العداوة والبغضاء وتفضي إلى سفك الدماء واستباحة الحرمات عواقبها وخيمة وعقوبتها أليمه والقلوب المحبة لها سقيمة والبلية بها داهية عظيمة فكم سلبت من نعمة وكم جلبت من نقمة وكم خربت من دار وكم أذهبت من عقار وكم من عقل صحيح نقلته من حالة العدل والتفكير وحصن التدبير إلى حالة الجنون والخيال والفساد الكبير وقد كان العرب في جاهليتهم مولعين بشربها والمنادمة عليها فلما جاء الإسلام نجح في محاربتها والقضاء عليها حيث أخذهم بمنهج تربوي صحيح وتدرج معهم في تحريمها فأخبرهم أولا بأن أثمها أكبر من نفعها ثم نهاهم عن الصلاة وهم سكارى ثم حرمها عليهم تحريما قطعيا بقوله عز من قائل: ففي هاتين الآيتين أكد الله سبحانه وتعالى تحريم الخمر والميسر وهو القمار تأكيدا بليغا إذ قرننهما بالأنصاب والإزلام وسماهما رجسا والرجس هو الخبث الذي تستقذره القلوب السليمة وهو لا يطلق بالقرآن إلا على ما اشتد خبثه وقبحه وجعلهما من عمل الشيطان وعمل الفحشاء والمنكر (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). وأمرنا باجتنابهما وجعل هذا الاجتناب سبيل إلى الفلاح ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ وبين من أضرارهما الاجتماعية تقطيع الصلاة وإيقاع العداوة والبغضاء والعداوة بسبب الخمر معروفه من قديم الزمان وحديثه لأن الإنسان إذا شرب الخمر وسكر هاذا وأفترى وسب وضرب فتحصل بذلك العداوة والبغضاء وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأشج عبد القيس ما هذه الشجة التي أرى في وجهك قال يا رسول الله أن رجل من قومي شرب الخمر فسكر فضربني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا تفعل الخمر بشاربها قاتل الله الخمر " وبين من أضرارهما الروحية الصد عن الواجبات الدينية من ذكر الله والصلاة فشارب الخمر بعيدا عن الصلاح والصلاة ولو حافظ على صلاته لنهته عن ارتكاب المنكرات (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ). ولكنهم في غفلتهم ساهون ألسنتهم لاغيه وقلوبهم لاهية (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، ثم طلب الانتهاء عنها بأبلغ عبارة آذان بأن الأمر في الزجر التحذير وكشف ما فيهما من مفاسد قد بلغ الغاية وأن الأعذار قد انقطعت بالكلية ﭽ ﭳ ﭴ ﭵ ﭼ فلما سمع الصحابة رضوان الله عليهم هذا البيان الحاسم كان جوابهم قد انتهينا يا رب قد انتهينا يا رب وروي أن جماعة من الأنصار كانوا جلوسا في بيت أبي طلحه على شرب فسمعوا صوتا عليا فقال أبو طلحه قم يا أنس فأنظر فنظر ثم رجع فقال هذا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي بتحريم الخمر وكانت الكاسات في أيديهم فأخذوا يضربون بها الحيطان ويقولون سمعا وطاعة لله ورسوله ثم ذهبوا إلى السوق وفيها ظروف الخمر فجعلوا يضربونها بالسكاكين حتى سالت في الأزقة " وعن أنس أبن مالك قال كنت أسقي أبى دجانه وأبى طلحه وأبي أبن كعب شراب من فضيخ التمر فجاءهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحه يا أنس قم إلى هذه الجراء فأكسرها فقال أنس فقمت إلى مهراة لنا فضربتها بأسفله حتى انكسرت " وقد جاءت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تحريم الخمر والتحذير منها والوعيد عليها فعن أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة " . جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :"من مات وهو يشرب الخمر كان حق على الله أن يسقيه من طينة الخبال " وهي عصارة أهل النار وقيحهم وصديدهم وعن عبدالله بن عمر بن العاص قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر فقال وأكبر الكبائر وأم الفواحش من شرب الخمر ترك الصلاة ووقع على أمه وخالته وعمته " وعن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ليستحلن آخر أمتي الخمر بأسماء يسمونها بها " والخمر هو ما خامر العقل فكل مسكر خمر وكل خمر حرام وما أسكر كثير فقليله حرام فاتقوا الله يا عباد الله وتحلوا بالفضائل وتخلوا عن الرذائل واشكروا الله سبحانه وتعالى على نعمه التي أسبغها عليكم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ) (سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ وأشْهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وليُّ الصالحينَ وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا محمداً عبدُهُ ورسُولُهُ خاتَمُ النبيينَ والمرسَلِيْنَ وسيدُ الأوَّلِينَ والآخِرِيْنَ وقَائِدِ الغُرِّ المحَجَّلينَ صلى الله عليه وسلم وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أجمعِينَ أمَّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ إنَّ أصْدَقَ الحديثِ كتابُ اللهِ عزَّ وَجَلَّ وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وشَرُ الأمُورِ محدثَاتُها وكلُّ محدَثَةٍ بدْعَةٍ وكلُّ بدعَةٍ ضَلالَةٌ . أيها المسلمون : اتقوا الله تعالى واعلموا أن الإسلام إذا حرم شيئا حرم كل ما يكون ذريعة إليه ومن هنا حرم الإسلام بيع الخمر وإهدائها والانتفاع بثمنها فيحرم على المسلم أن يتجر بالخمر ولو مع غير المسلمين كما يحرم عليه استيرادها وأصدار رخص لبيعها والاشتراك مع من يتجر بها بأي وسيلة كانت فعن ابن عباس قال أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم راويتي خمر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما علمت أن الله حرمها قال لا فسار إنسانا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بم ساررته فقال له أمرته أن يبيعها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي حرم شربها حرم بيعها ففتح المزادتي وهما الراويتان حتى ذهب ما فيهما " وعن جابر قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فقال أن الله ورسوله حرما ببيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام " وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها وشاريها وآكل ثمنها " فاتقوا الله يا عباد الله وتآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآياتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ( ، (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) . (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ). (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . وصلوا وسلموا على خاتم النبيين والمرسلين وسيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين وأفضل خلق الله أجمعين (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً). اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدا مجيد .
عدل سابقا من قبل جمعة الناصري في الخميس 15 أبريل 2010, 22:35 عدل 1 مرات | |
|
سهم الحق
عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 10/04/2010
| موضوع: رد: الخمر ** الشيخ حمود الصوافي ** الثلاثاء 13 أبريل 2010, 16:08 | |
| حفظ الله الشيخ حمود من كل سوء
بارك الله فيكم
جزاكم الله خيرا كثيرا على التميز الواضح
دمتم في حفظ الله | |
|