مقابلة سماحة المفتي مع صحيفة شرفات

عدد المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 20/08/2009

مقابلة سماحة المفتي مع صحيفة شرفات

الخليلي: إقرار النبي أهل عمان على ملكهم لثقته
بهم واطمئنانه إلى عدلهم واستقامتهم وبرّهم

جعل لعمان خصوصية في العالم -
عدم التأثر بتيارات فكرية أو ثقافية دخيلة ساهم في صياغة الفكر والسلوك
والأخلاق العمانية -
أوضح سماحة الشيخ احمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن إقرار النبي
صلى الله عليه وسلم أهل عمان على الحكم وإقرارهم على تنفيذ الأوامر
والنواهي كما يقتضيه الإسلام يدل على ثقته عليه أفضل الصلاة والسلام بهم
واطمئنانه إلى عدلهم واستقامتهم وبرهم.
وقال سماحته في لقاء خاص لملحق اشراقات أن هذا الإقرار كان له اثر طيب بحيث
ان الله سبحانه وتعالى جعل لعمان خصوصية في العالم إذ بقيت عمان محافظة
على النظام الإسلامي وعلى تطبيق الشورى بكل دقة وعلى الحرص على ان يكون
الأمر ما بين الجميع بحيث لا يكون هنالك استبداد.
وأكد سماحته ان عمان لم تتأثر بتيارات فكرية أو ثقافية دخيلة مما كان لذلك
اثر في صياغة الفكر العماني وفي صياغة السلوك العماني وفي صياغة الأخلاق
العمانية؛ انعكس ذلك في فقههم إذ أصبح فقههم له ميزته الخاصة وطبعه الخاص
ومن بين ذلك ان هذا الفقه يتميز بالجانب السياسي بنظرة شرعية دقيقة فاحصة
مستمدة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم..والى ما جاء في
اللقاء:
كيف تفسرون إقرار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده
العمانيين على ملكهم؟
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد، فرسول الله صلى الله عليه وسلم بعث داعيا إلى الله ولم
يبعث حاكما متسلطا في الأرض فلذلك كان يُعنى بإنفاذ حكم الله سبحانه وتعالى
وتطبيق شرعه وإقامة حدوده والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإذا حصل ذلك
من قبل القائمين بالأمر في البلد فهو لا يريد ان يزعجهم بل يقرهم على ما هم
عليه مع تنفيذهم للأوامر وما كان ترك عمرو بن العاص بعمان إلا لأجل
تعريفهم بأحكام الإسلام التي يجهلونها وتوجيههم فيما يتجهون إليه من الخير
وتبصيرهم بما لا يدركونه فلذلك ترك فيهم عمرو ابن العاص واقر أهل عمان على
الحكم واقر أهل عمان على تنفيذ الأوامر والنواهي كما يقتضيه الإسلام وهذا
انما يدل على ثقته بهم واطمئنانه إلى عدلهم واستقامتهم وبرهم.
وهل لهذا أثر معين وان كان فما اثر هذه الخصوصية على مر التاريخ؟
هذا كان له اثر طيب بحيث ان الله سبحانه وتعالى جعل لعمان خصوصية في العالم
إذ بقيت عمان محافظة على النظام الإسلامي وعلى تطبيق الشورى بكل دقة وعلى
الحرص على ان يكون الأمر ما بين الجميع بحيث لا يكون هنالك استبداد ولا
يكون هنالك ظلم ولا يكون هنالك تطاول على الأحكام الشرعية.
ميزة خاصة
*بما ان عمان لم تخضع لآخر غير حكم أهلها فهي لم تتأثر بتيارات فكرية أو
ثقافية دخيلة كما تأثر غيرها، فهل كان لذلك اثر في تمسك أهلها بما تلقوه
من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة او ما تلقوه من رسله الذين أرسلوا
لدعوتهم؟
نعم الرسول صلى الله عليه وسلم وجه أهل عمان إلى الخير وأمرهم بالمعروف
ونهاهم عن المنكر من خلال لقائه بهم، أي بالذين وفدوا إليه من أهل عمان او
من خلال من أرسل إليهم من رسل، فلذلك ظلت عمان محافظة على هذا، والحمد لله
تعالى، وقد كان لذلك اثر في صياغة الفكر العماني وفي صياغة السلوك العماني
وفي صياغة الأخلاق العمانية؛ وانعكس ذلك في فقههم إذ أصبح فقههم له ميزته
الخاصة وطبعه الخاص ومن بين ذلك ان هذا الفقه يتميز بالجانب السياسي بنظرة
شرعية دقيقة فاحصة مستمدة من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم حيث لا تجعل للظالم مسلطا على رقاب عباد الله، بل الظالم يجب ان يحاكم
ويجب ان يقبض على يديه ويجب ان يرد إلى الحق طائعا أو كارها.
كانوا بعيدين
*كيف كان موقف أهل عمان من الفتن أيام الصحابة؟
كانوا بعيدين عن مسرح الأحداث التي حصلت بين الصحابة ولذلك لم ينغمسوا في
تلك الفتن فكانوا بعيدين عنها وإنما بعد ما مضت تلك الفتنة او تلك الحقبة
التي شبت فيها نار الفتنة جاء من جاء من أهل عمان ليستكشفوا من كبار
الصحابة من بقي منهم حقيقة الأمر فكان من بين أولئك الذين وفدوا على
الصحابة الإمام أبوالشعثاء جابر بن زيد الذي لقي ابن عباس رضي الله تعالى
عنهما وهو الحبر، حبر هذه الأمة وبحر علمها وترجمان كتاب الله سبحانه
وتعالى، ولقي كثيرا آخرين من كبار الصحابة فنهل من مواردهم واخذوا والحمد
لله الدين الصافي من هذه المنابع الصافية.
حقائق ثابتة تاريخيا
*يشهد التاريخ ان عمان وأهلها لم تعاد أي بلد من بلاد المسلمين ولم ترفع
سلاحا إلا دفاعا عن النفس والوطن كيف يمكن تقديم هذه الحقائق؟
نقدم هذه الحقائق بإثباتها تاريخيا وببيان شهادة الخصوم لأهل عمان ومن سار
في ركبهم ومن دعا بدعوتهم، انهم ما خرجوا أشرا ولا بطرا وإنما خرجوا لإقامة
الموازين القسط وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والاستجابة لداعي الله
سبحانه وتعالى ولرفع ما تعانيه الأمة عن صدرها من ظلم وبطش وتغيير وتبديل
لأحكام الله سبحانه وتعالى.
سمة متأصلة
*يقال ان سمة التسامح متأصلة عند العمانيين ما لم يكن هناك اعتداء من
الآخر على محارم الله، فهل هذا صحيح وهل من شواهد على ذلك، والى ما يرجع
ذلك؟
نعم، هنالك الكثير من الشواهد على هذا التسامح وعلى انهم ما خرجوا في موقف
من المواقف أشرا ولا بطرا، ناهيك بما كان من تسامح من أئمتهم العدول الذين
كانوا لا يعاملون خصومهم إلا المعاملة التي تدل على منتهى الرفق وعلى منتهى
التسامح سواء كانوا هؤلاء الأئمة من أهل عمان أنفسهم او كانوا من الأئمة
الذين خرج أهل عمان تحت ظل لوائهم كالإمام طالب الحق عبدالله بن يحيى،
فالإمام طالب الحق كان على رأس جنده ابو حمزة الشاري رحمه الله من أهل عمان
وكذلك كان من قواده بلج بن عقبة وهو أيضا من أهل عمان وهؤلاء عندما فتح
الله سبحانه وتعالى لهم بعض البلاد ما كانوا يعاملون خصومهم إلا بمنتهى
الرفق، ناهيك ان طالب الحق وزع ما بين أهل صنعاء ما وجده في خزائنها من
الأموال التي جباها القاسم بن عمر الثقفي وقال ان هذه أموال جبيت بغير حق
على أهل صنعاء ونردها إليهم ووزعها بينهم على السواء ولم يستبح ان يأخذ
شيئا لنفسه ولا ان يأخذ شيئا لرهطه بل رأى أنهم أولى بأن يعفّوا عنها وفي
هذا يقول الإمام السالمي رحمه الله:
وطالب الحق بصنعاء حكما
بجعلها في أهلها واحتشما
لم يأخذن عند مضيق يومه
شيئا لنفسه ولا لقومه
تعففا منهم فمن كمثلهم
أكرم بهم من نسبة أكرم بهم
كانوا يموتون على ما أبصروا
من الهدى ما بدلوا وغيروا
وكذلك مواقف أبي حمزة في معاملة أهل المدينة الذين قاتلوه والذين عادوه
والذين تحدّوه أيما تحد كانت مواقفه تدل على منتهى السماحة وكذلك مواقفهم
في كل المعارك وكذلك بالنسبة إلى أئمة العمانيين منذ الجلندى بن مسعود إلى
آخرهم فإنهم رحمهم الله جميعا كانوا يحرصون على هذا التسامح، فإذن التسامح
طبع أصيل فيهم وذلك بطبيعة الحال انما هو راجع إلى عقيدتهم الصحيحة وراجع
إلى فقههم السليم وراجع إلى حب اقتدائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي كان مثالا للتسامح مع أعدائه عندما تمكن من رقابهم.
تأصل الأخلاق الفاضلة
*امتاز أهل عمان باحترام الضيف والرسل بشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم
في قوله (ولو انك أتيت أهل عمان ما سبوك ولا ضربوك) ما الذي نستلهمه من
هذا الحديث وما واجبنا كعمانيين في هذا الوقت المشحون بالفتن؟
هذا الحديث يدل على تأصل الأخلاق الفاضلة في طبيعة العمانيين ويدل على ان
الرسول صلى الله عليه وسلم كان خبيرا بأحوالهم وكان خبيرا بطبائعهم وكان
خبيرا بمعاملتهم لمن يفد إليهم لا سيما الوافد الذي يدعو إلى الحق ويأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر فكانت معاملتهم معاملة حسنة، ونحن بطبيعة الحال
علينا ان نكون مثالا للتمسك بهذه الأخلاق وان نكون مثالا للتمسك بهذه
المواريث التي جعلت السلف الصالح يصوغون أخلاقهم هذه الصياغة ويصوغون
أعمالهم هذه الصياغة فإنهم إنما صفّى طبائعهم ورقق مشاعرهم وأرهف إحساسهم
الإيمان بالله والصلة بالعقيدة الصحيحة، عقيدة الإيمان الراسخ عقيدة
الإيمان بالله واليوم الآخر من غير تبديل بشيء مما جاء في شرع الله سبحانه
وتعالى.
التمسك بالعقيدة
*في وقت يموج فيه العالم بتيارات فكرية وثقافية متباينة كيف يمكن
للعلماء العمانيين تقديم رؤاهم الاعتدالية والوسطية التي تميزوا بها على مر
التاريخ؟
إنما يرجع ذلك إلى تمسكهم بتلك العقيدة، العقيدة التي سار بها السلف الصالح
ودرج عليها من بعدهم من أهل الاستقامة في الدين فإن هذه العقيدة هي التي
صاغت هذه الأفكار هذه الصياغة وهي التي صاغت هذه الأخلاق وهي التي صاغت هذه
الحياة العملية هذه الصياغة فعليهم ان يستمدوا من هذه العقيدة رؤاهم
للحياة الدنيا ورؤاهم في الدار الآخرة وان يجعلوا الأعمال التي يعملونها
ناتجة عن هذه العقيدة ومنبثقة من أصلها

عدد المساهمات : 19 تاريخ التسجيل : 10/04/2010

ما اعظمك شيخي الخليلي

حجتي في مذهبي وديني

جزاك الله عنا خير الجزاء

كنت وما زلت وستبقي درعا قويا نحتمي به ضد من يحاولون تشويه ديننا الحنيف

ابااااااضييييين للابد حتى ولوكره الكافرون

زائر

حقيقة لا ينكره الا جاهل او حاقد
ان المذهب الاباضي هو المذهب الاسلامي المعتدل من بين المذاهب الاخرى...

عدد المساهمات : 1 تاريخ التسجيل : 22/06/2012

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته,
الحق احق ان يتبع, وما رأيته الا في مذهبنا اعتدالا و استقامةوعملا, أطال الله في أعمار مشائخنا, وهدى الله للاتباع و الاقتداء أمتنا, امين يا رب العالمين.
قال تعالى:{وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون}.

» التعريف بسماحة المفتي
» لقاء مع سماحة الشيخ الخليلي حول كتابه جواهر التفسير
» مقابلة مع مفتى سلطنة عمان
» لقاء مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أجرته جريدة الأهرام العربي 19/7/1425هـ