جمعة الناصري
 عدد المساهمات : 365
تاريخ التسجيل : 20/08/2009
 |  موضوع: لقاء مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أجرته جريدة الأهرام العربي 19/7/1425هـ  الإثنين 12 أبريل 2010, 16:44 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عمان:
المقاومة بالعراق جهاد.. والتسامـح في الإسلام ينطلق من القوة أجري الحديث ـ عادل أبو طالب
يقف الإسلام اليوم علي أعتاب مرحلة فاصلة, يسودها هجوم ضار بلا هوادة من
قبل دوائر عدة عليه واتهامه بالرجعية, ومعاداة الحداثة, وحقوق
الإنسان, فيما تثار من جهة أخري الأفكار الخاصة بإصلاح المجتمعات
الإسلامية ونشر الديمقراطية بها.
وليس خفيا علي أحد أن الحملة الضارية التي يتعرض لها الإسلام وراءها نوايا
ليست حسنة, وأهدافا, غير نبيلة, ذلك أن الإسلام هو الدين الحنيف الذي
ارتضاه الله عز وجل للبشرية ذاخر بالجوانب المشرقة المضيئة سواء من حيث
احترام الحرية وحقوق الإنسان أم التسامح مع الآخر وهي القضايا التي ناقشها
بالقاهرة أخيرا المؤتمر السادس عشر للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية.
الأهرام العربي التقت مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي, مفتي عام
سلطنة عمان, علي هامش أعمال المؤتمر حيث تحدث عن أبعاد الحملة الراهنة
علي الإسلام والقضايا المثارة في هذه المرحلة.
المؤتمر يتحدث عن التسامح في توقيت مهم يتعرض فيه المسلمون لهجمة شرسة في
الخارج والداخل أليس من الصعوبة بمكان أن نطالب المسلمين في هذا التوقيت
بذلك ؟
حقيقة الأمر التسامح يجب أن يكون مع من يتسامح ، والمسلمون دائما هم
متسامحون لأنهم وسعوا الآخرين بصدورهم , وحسن معاملتهم , ورغم ذلك فإن
الآخرين قتلوا هذا التسامح بالتنكر, وواجهوا هذه المعاملة اللطيفة
بالتشدد .
ولا ريب أن المسلمين إنما يؤمرون بأن يعدوا لكل أمر عدته.
إلا أن الأمة يجب أن تتسامح من منطلق القوة , لا من منطلق الضعف , بحيث
تكون في مركز القوة , لأنها إن ظلت تتسامح وهي ضعيفة هزيلة , فلا ريب
أن ذلك يؤدي بها إلى أن يحتقرها الأعداء, بحيث يعدون هذا التسامح ضعفا
منها لا يحسبونه لطفا في المعاملة , وحبا للخير وإنما يعدونه ضعفا ,
ويزدادون في التنمر ضد هذه الأمة , لذلك يجب مع ما تؤمر به الأمة أن
تتسامح , أن تكون قوية يهابها عدوها حتى لا يجترئ عليها.
وما رأيك فضيلتكم في الجهاد ؟
الجهاد ليس لأحد فيه رأي , فالله تبارك وتعالى فرضه في كتابه ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الصف:10-11) , لكن مع هذا, فالجهاد
يؤمر به شرط أن يكون في حدود درء العدوان من غير زيادة , فالله سبحانه
وتعالي يقول ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ
يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
) (البقرة:190)
وهل ما يحدث من مقاومة في العراق هو من قبيل الجهاد ؟
لا نستطيع أن نقول بأن هذه المقاومة خارجة عن الجهاد , مادام هؤلاء
يدافعون عن أموالهم وعن أعراضهم وعن كرامتهم وعن بلدهم .
وماذا تقول في اختلاف بعض العلماء حول هذه المسألة , فالبعض يرى أنها
ليست جهادا ؟
مادام المسلمون يدافعون عن أنفسهم فهم مجاهدون .
الهجمة الحالية على الإسلام تزداد شراسة يوما بعد يوم , من المسئول عن
تصحيح صورة الإسلام ومواجهة هذه الهجمة الشرسة ؟
المسئولية تقع على عاتق كل مسلم . أولا قبل كل شيء يجب على المسلمين جميعا
أن يحرصوا على تجسيد الإسلام وقيمه وفضائله ومثله , ثم مع ذلك عليهم أيضا
أن يكون إعلامهم إعلاما ، مجسدا لحقيقة الإسلام ، مبينا لمحاسن الإسلام ،
موضحا لجوهر هذا الدين الحنيف ، صادا هذه الهجمة الشرسة بإقامة الحجة وبيان
الدليل.
وبماذا تردون فضيلتكم على من يدعون أن الإسلام دين رجعي ؟
حقيقة الأمر أن من أراد أن يطعن في شيء أو في أحد , فإنه لا يعجزه ذلك
وهبني قلت هذا الصبح ليلا *** أيعمى العالمون عن الضياء!
فالناس من طبعهم عندما يكرهون شيئا يصورونه بغير حقيقته , ويكيلون له
التهم , وبطبعهم أيضا عندما يحبون شيئا يحمدونه ويثنون عليه.
في فترة من الفترات , كنا نسمع هديراً في هذا العالم , بأن الشيوعية هي
المنقذ لهذه البشرية وهي الفردوس المنشود , فظلت كذلك في أذهان كثير من
الناس , حتى تكشفت عوراتها , وتساقطت من داخلها , والآن الرأسمالية
في طريقها إلى أن تتساقط كما تساقطت الشيوعية , والشيوعية ما كانت في
يوم من الأيام إلا ردة فعل للظلم الرأسمالي والشواهد على ذلك قائمة , فهي
الآن تحاول أن تستجدي الحل من الرأسمالية ولكن أنى لها ذلك مع أن
الرأسمالية هي مصدر البلاء وسبب المشكلة .
فهؤلاء الذين يروجون بأن الإسلام دين رجعي أنى لهم أن يجدون مثل الإسلام
, فالإسلام وضع كل شيء موضعه , وعالج كل مشكلة من مشكلات الحياة
الإنسانية, سواء كانت هذه المشكلة فكرية أم اجتماعية أو سياسية أم
اقتصادية أم أي نوع من أنواع المشكلات.
فنحن نجد آية في كتاب الله فيها الحلول لمشكلات الإنسانية بأسرها , ولو
عمل ببعض هذه الآية الكريمة لأغنت عن كل الحلول الاقتصادية, بل وكل
الحلول الأخرى , فالله سبحانه وتعالي يقول في كتابه العزيز ( لَيْسَ
الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى
حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى
الزَّكَاةَ ) (البقرة: من الآية 177)
فمعنى هذه الآية الكريمة أن ما ذكره أولا إنما هي حقوق في مال المسلم من
غير الزكاة يجب عليه أن يؤتي المال- مع حبه للمال- الذين ذكرتهم الآية
الكريمة , ثم مع ذلك هناك حق آخر هو حق الزكاة الواجب شرعا.
هناك حديث حاليا حول مشاريع الإصلاح الغربية, وما يسمى الإسلام
الليبرالي هل يعني هذا أنهم يفهمون الإسلام نظرية وتطبيقا أكثر منا, أم
أن وراء هذا الحديث أهدافا أخرى ؟
هم بطبيعة الحال لا يميلون إلى تطبيق الإسلام, إنما يهدفون إلى تنفيذ
مخططهم, والوصول إلى أغراضهم, أما الإسلام من ناحية العدالة, فهو
منقطع النظير.
العدالة التي في الإسلام لا توجد في أي دين آخر, فالله تبارك وتعالي
يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ
شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا
تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(المائدة: من الآية
والإسلام يفرض على الناس جميعا أن يتعاملوا على أساس الوحدة في الحقوق من
غير التفات إلى عنصرية, يقول جل شأنه في محكم التنزيل ( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ
شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ
أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13)
ولكن ما رأي فضيلتكم في حديث الغرب عن الإسلام الليبرالي أو ترويض
الإسلام ؟
الإسلام ليس بحاجة إلى أن ينضر من قبل غير المسلمين , كذلك هو لا يحتاج
إلى ترويج فما يتحدثون عنه ليس بالإسلام , إنما هو علمانية , فالإسلام
الصحيح يكون مسيطرا على حياة الأمة, حاكما على الفرد والمجتمع والدولة.
كيف تقرأ الحرية في الإسلام ؟
الإسلام أعطى الناس الحرية بطبيعة الحال , ولكن مع ذلك جعل هذه الحرية
مقيدة في حدود الأخلاق, لم يعط الإنسان حرية أن يمشي عاريا في الطرق ,
أو يكون لصا ينتهك حقوق الآخرين المالية , ولم يعط أحداً الحرية في أن
يعتدي على حرمات الآخرين , فهذه حرية لا وجود لها في الإسلام .
وما رأيكم في الدعاة الشباب الذين يظهرون على الفضائيات, هل تعتقد أن
لديهم لغة خطاب إسلامي قوية ؟
الناس يتفاوتون فهم ليسوا طبقة واحدة ، فيهم من عنده قدرة على التعبير عن
محاسن الإسلام وفيهم من لا يملك القدرة.
لكن هناك من انتقد هذه الظاهرة على خلفية أنها قد تؤدي إلى تحول مفاجئ
في شخصية المتلقي خلال يوم وليلة من دون اقتناع قوي ؟
التحول في يوم وليلة إلى الإستقامة والخير لا ينكر, فعندما جاء الإسلام
إلى العرب حولهم في أسرع ما يمكن وحول طباعهم, فالاستجابة لداع الله
سبحانه وتعالى , ليس مستبعدا أن تكون سريعة , والاستجابة لداع الفطرة
, فالإسلام هو فطرة الله التي فطر الناس عليها, يقول تعالى ( فَأَقِمْ
وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ
عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
)(الروم: من الآية30)
ولكن يجب أن تكون هناك مقومات للداعية, وأن يدعو على بصيرة ( قُلْ
هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ
اتَّبَعَنِي)(يوسف: من الآية108)
ثم مع هذا أن يكون الداعي فقيها في دين الله لأن الله تعالى يقول ( وَمَا
كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا
قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)
(التوبة:122)
هل تشاهد الفضائيات ؟
ربما صدفة .
وهل تستمع إلي الموسيقى ؟
لا .
وما رأي فضيلتكم في مسألة الزواج عبر الإنترنت ؟
الزواج هو ربط مصير بمصير, فلا بد أن يكون بدراسة وافية من كل جانب
للجانب الآخر لكي لا تكون عاقبته عاقبة مرة ، لذلك أرى أن التعارف عبر
الإنترنت لا يكفي لإتمام زواج .
وهل الحجاب دلالة حقيقية على التدين ؟
الحجاب فرضه الله وليس لأحد اختيار فيما فرضه جل شأنه , فالله تعالى يقول
( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)
(الأحزاب:36) وكل استجابة لداع الله هي دلالة على التدين.
وماذا عن النقاب ؟
وما المانع من النقاب ! النقاب اختلف فيه العلماء منذ الصحابة إلى وقتنا
هذا هل هو واجب أو هو مندوب إليه ، ومن قال مندوبا إليه قال مع خوف الفتنة
يجب .
أعود إلى دعاوي تحرر المرأة التي انتشرت في الدول العربية ما رأي
فضيلتكم في هذه الدعاوى ؟
تتحرر من أي شيء ! الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة, يجب أن يكون متقيدا
بقيود الأخلاق والفضيلة , أما أن يتحرر بأن يحطم قيود الأخلاق
والفضيلة فهذا لا يسلم لا للرجل ولا للمرأة .
وماذا عن قضايا الزواج مثل الزواج العرفي والمسيار ؟
الزواج الشرعي لابد فيه من أربعة أشياء هي: رضا المرأة وموافقة وليها
وصداق وشهادة على هذا الزواج , فإذا استوفى هذه الشروط , فهو زواج
صحيح, وإن لم يستوف فهو زواج غير صحيح , فالزواج ربط مصير بمصير. | |
|
سهم الحق
عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
| | موضوع: رد: لقاء مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي أجرته جريدة الأهرام العربي 19/7/1425هـ الأربعاء 14 أبريل 2010, 01:36 | |
| جزاك الله خيرا
موضوع في غاية الابداع
في ميزان حسناتك | |
|
